ملخص كتاب نار تحت الرماد للكاتب الدكتور مصطفى محمود يعد من أشد الكتب تأثيرًا لما يتضمنه من مقالات قوية تدور حول الإسلام ومشكلات المجتمع في الوقت الحالي، وما يواجهه الدين في الوقت المعاصر، مع انتشار الشبهات التي تودي بالدين إن لم يفيق لها الناس من ثباتهم العميق، وفي هذه المقالات العديد من الحقائق الخفية وهي ما سنقدم لها تلخيصًا في موقعنا.
معلومات تهمك عن كتاب نار تحت الرماد للكاتب الدكتور مصطفى محمود
- اسم الكتاب: نار تحت الرماد
- اسم الكاتب: مصطفى محمود
- دار النشر: دار المعارف
- تاريخ النشر: 1995
- عدد الصفحات: 89
قنبلة وشيكة الانفجار
يتحدث ملخص كتاب نار تحت الرماد عن جماعة تسمى جماعة الأب جيم جونز وقد بلغ عدد أعضائها ثلاثين ألفًا، وقد حظي الأب جونز بالتأييد من عدة جهات وصلت إلى أن أعطاه حاكم جويانا قطعة أرض بمساحة 27 فدان.
والتي أصبحت معقلًا لحوادث الانتحار والقتل من الجنسين في مختلف الفئات العمرية وقد تعدى عددهم 900 شخصًا، وقد كان من ضمنهم الأب جونز كطقس من الطقوس الدينية.
فالتطرف الديني منتشر بشكل كبير في العالم في العصر الحالي، وكل ما به العالم اليوم ما هو إلا دليل على حالة التعطش الديني التي يشهدها الشباب، ودعا العديد من الناس إلى الدين فكان الجميع يجتمعون حوله في أي مكان في أوروبا.
على الرغم من وجود التكنولوجيا والأشياء المادية الكثيرة إلا أن الشباب لم يكن يثير اهتمامهم أي من هذه الأشياء، وكذلك فشل رجال الدين الحقيقيون في اجتذابهم إلى صفهم، فكانوا يندفعون وراء مدعيّ الدين الذين يدعون إلى التعصب والقتل، وهذه هي البداية الواضحة لزمن المسيح.
أهل الله وأهل الشيطان
ما يحدث اليوم من غاراتٍ وحوادث شغب هي من نسج السوفييت، وعلى الرغم من كونها باسم الدين إلا أن الدين ليس إلا قشرةً خارجيةً لها، والغريب هو قيام الشباب باسم الدين بحرق دور السينما والمؤسسات وقتل الأطفال والنساء، والمذنب الحقيقي ليس السينما والمؤسسات وإنما المذنب هو العقل المحرك لهؤلاء الشباب.
فالدعوة إلى هذه المذاهب بالشعارات المزيفة تشبه الشعارات المرفوعة من السوفييت لتأييد دولة إسرائيل ثم التراجع ومساندة جمال عبد الناصر في محاربة إسرائيل، فالغرض الأوحد من كل هذه الإمور هو التجارة بالدين.
وقد كان الإسلام سليمًا حتى أصابته الانقسامات والمشتتات من القضايا الجزئية التي تقضي على روح الإسلام، فمن المفترض أن يترك الناس كل تلك القشور ويركزوا على المفهوم الجوهري للدين، كما كان في السابق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ففي عهد النبي لم يكن الصحابة يركزون للقشور بل كانوا يهتمون بالثوابت، فالسنة النبوية تركز على أفعال النبي من واجبات ومحرمات، وليس على الأفعال البشرية كالأكل والشرب، وهذا ما ذكر في ملخص كتاب نار تحت الرماد.
قد يهمك:- ملخص كتاب حوار مع صديقي الملحد
الحكم الإسلامي متى وكيف ؟
على الرغم من الغفلة التي ينغمس فيها جميع البشر إلا أنه مهما ضاع وغرق في الشهوات فيه قلبه نور ولو كان ضعيفًا يذكره بربه، فكان الإنسان منذ قديم الأزل يبني المعابد رغبةً في عبادة ربه.
فالعصر الحالي مليئ بالمشتتات والشهوات التي دنست القلوب وملأتها بالمعاصي، وفي الوقت نفسه تظل هذه القلوب متعطشةً للعودة إلى الله والأوبة إليه، ويجعل ذلك البعض يتساءلون عما إذا كان الله سيخفف عنهم في الحساب نظرًا لوباء المعاصي في هذا العصر، أم سيحاسبهم الله كما سيحاسب أصحاب العهود السابقة الخالية من وسائل الفساد.
فمن المتوقع أن يصبح الدين متماشيًا مع العصر الحديث، فمن يريد أن ينهج نهج الصحابة يجب أن يغلق بابه على نفسه أو يعتكف في المسجد ولا يخرج منه إلا لحرب ينصر في الدين، فالمجتمع في العصر الحالي من المستحيل أن يرجع إلى الصورة القديمة إلا بالقهر الذي يستلزم العنف، مما يضيع الفائدة والأجر من العبادة، فالدين لا يدخل القلب عنوةً ولا حتى الفضائل، وإنما إن أراد أحدهم إصلاح المجتمع فعليه أن يدعو بأن يصلح كل شخصٍ نفسه، ففيها يكمن الخير والشر.
لماذا ينتحرون ؟
يقدم العديد من الفنانين والفنانات على الانتحار على الرغم من حياة الترف التي يعيشونها، ومن لم يقدم منهم على الانتحار فهو شبه ميت بالحكول ومغيبات العقل، وعلى الرغم من كون الفن يتم عن طريق الصحو والانتباه، فالمناخ المحيط بالفن هو من يولد فكرة المخدرات، والأجواء التمثيلية التي يعيش بها الممثلون تولد داخلهم تداخل بين الواقع والتمثيل فيلجأ إلى الكحول والمخدرات.
وفي الجانب الآخر فإن الإفراط في التدين ينتج عنه الانتحار أيضًا، فالتطرف في الدين يوصل إلى رهبانية زائدة كما فعل الأب جونز، وفي الحقيقية التطرف يكون خصلةً واحدةً سواءً في التطرف في الدنيا أو في الدين، فأرضهم واحدة فهم يرفضون كل ما حولهم، فالحق يكمن في الوسطية والاعتدال دون الميل إلى الدين فيصل إلى التطرف ولا الميل إلى الدنيا فيصل إلى المجون.
لماذا الكوارث
تنبع الكوارث من الإنسان لا من شيء غيره، فما وصل إليه الإنسان من سفكٍ للدماء وظلمٍ لبعضهم البعض أدى إلى غضب الخالق ومنعه الإنسان من الخيرات حتى يعود له ويرجع إليه تائبًا، فالدين في العصر الحالي ما هو إلا مجرد طقوس خارجية ليس لها أي علاقة بدواخل الإنسان، فأصبح كل ما يهم الإنسان هو الأمور المادية من أموالٍ وشهوات، ووحود الضمير هو أساس الخير ومنبع له، فإن كان الضمير حيًّا انتشر الخير، وأما إن تبع الإنسان مبدأ أنا آمل وخصمي في الرأي يموت لن تستمر البشرية إلا لبضع أعوامٍ فقط.
إن أساس كل ما حول الإنسان هو نفسه، فكل شرٍ قد سار إليه يلقاه في طريقه، فإذا صلح البشر صلحت البيئة وإذا فسدوا عمت الكوارث وانتشر الخراب، فلا ينبغي على الإنسان أن يجزع ويظن أن ربه هو من ظلمه وقت الكوارث بل عليه أن يتيقن أن ذلك من كسب يديه، فيجب عليه أن يقف ويقول ربنا ظلمنا أنفسنا.
تابع:- ملخص كتاب العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية
لا تستهينوا بالكلمات
عادةً ما يُستهان بالكلمات ولكن أليست هي نفسها الكلمات التي لها الشأن في عمار الدول أو خرابها؟ فللكلمة أثر جلي يظهر في فعل هتلر والنازية، فلقد كانوا عبارة عن كلمات تحرض الشباب المندفعين وراء الكلمات.
فالكلمات لها سحر لا يُضاهى، ولا يمكن مقاومته، والكلمة صادقةً كانت أو كاذبةً فلها عظيم الأثر على القلوب، والقرآن الكريم هو أفضل الكلام، فيحمل في طياته ذكر وعبرة لمن يعتبر، وللكلمة قوة عظيمة على توحيد الجيوش إن كانت شعرًا، والواجب أن يجيد الناس استخدامها، فقوة الفائدة من الكلمة تكمن في قدرة الإنسان على التحكم بها فإن لم يستطع تحكمت هي به.
ملخص كتاب نار تحت الرماد: الجهل العلمي
الحقيقة هي أن العلم لا يضر ولا ينفع بمفرده، فنجد الناس يعرفون أضرار التدخين ويحفظونها عن ظهر قلب ومع ذلك يدخنون، ويرتشي القضاة، ويسرق رجال القانون، ويعتدي رجال الشرطة على الأمن، ويكذب شهود الحق، ويفعل رجال الدين المحرمات، فكل هؤلاء وغيرهم يعلمون أن ما يفعلونه خاطئ، حتى الحيوانات تعلم ما الخطأ وما الصواب، ولكن الفارق يكمن في الهمة والعزيمة، فيجب على كل إنسان أن يتحلى بالعزيمة حتى يتمكن من مواجهة التحديات التي هو على علمٍ تامٍ بها.
لعبة تحرير الشعوب
عادةً ما يظن القادة أنهم هم من يقومون بتحرير الشعوب وينقذونهم من المجاعات، ويوفرون لهم كل متطلباتهم، يتبعهم الناس في عمى تام، لا يحتجون ولا يعترضون أبدًا لأنهم لو اعترضوا سيظهون أمام الجميع كمخربين لا يريدون تعمير مجتمعهم، لذا يعاقبون بالسجن أو بالقتل حتى يكون ذلك رادعًا قويًا لكل من يفكر بنفس تفكيرهم، وكذلك يكون في نظر الرعية أن القائد يريد أن يطهر الأرض من عوامل الفساد حتى يتمكن من تصليحها.
والحق هو أن الله وحده هو من يرزق الناس ويطعمهم، ويتحكم بهم، فيجب على الإنسان ألا يعلق قلبه بغيره، لأنه وحده المتحكم بكل الكون حول الإنسان، وهو وحده يستطيع تحرير الشعوب، والعلوم التي عرفها الإنسان ما هي إلا من وحي الله على عباده لعلمه بحاجتهم لها، وهذا ما ذكر في ملخص كتاب نار تحت الرماد.
قد يهمك:- أفضل كُتب تطوير الذات
عن الفن والدين
لقد كان الفن والدين في السابق وجهين لعملة واحدة، فلقد شيدا الحضارات الدينية القديمة سويًّا، فأُنشئت المعابد للدين وزينت بالفنون، وأُلفت لها التراتيل، وصممت لها الرقصات، ورسمت سقوف الكنائس بالنقوش الفنية، وحتى عند مجيء الإسلام لم يحرم الشعر بل قسم الشعراء إلى قسمين، أحدهما هم أهل الصدق والآخرين هم أكل الكذب، ولكن بمجيء التطرف حُوربت الموسيقى والتلفزيونات الرسم والتصوير، ولكن الحقيقة أن لكل هذه الأمور جانبان، فمنهما السيئ والجيد، وينبغي على كل أحد أن يستمسك بالجيد ويبتعد ويتجنب السيئ.
من هو العارف بالله؟
العارفون بالله هم من لا يزينون الحديث وقلوبهم تخفي عكسه، فكان إبليس هو أحسن مخلوق بين الملائكة بيانًا وكلامًا عن الله، ولكنه قلبه لم يكن به أي شيء مما كان ينادي به، ولقد انكشف الستار عن قلبه عندما جادل ربه وأبى أن يكون من الساجدين، فنهجه اليوم هو نهج سيادة الدم الأزرق في النازية، والعنصرية عند اليهود، والإرهاب الفكري في الأيديولوجيات المادية، والتعجرف العقلاني في الفلسفات الغربية، وهو -وإن عَظُمت مُسمياته- الجهل بعينه، فالمعرفة بالله لا تتطلب العلم الدنيوي العظيم ولا العلم الشرعي الخالي من التصديق القلبي، وإنما معرفة الله هي الاستقامة الحق، وأصحاب المعرفة بالله هم البسطاء قليلوا الذكر في الدنيا، وكثيروا الحظ في الآخرة.
الخروج من الظلمة إلى النور
تتبدل أحوال الناس بين كفرٍ وإيمانٍ، وسفاهةٍ وحكمةٍ، علمٍ وجهلٍ، ويصيرون من الضلال إلى الرشد، وبعدما كانت تسيطر عليهم غرائزهم يبدأون في التفكير بإنسانية وعقلانية، وليس كل ذلك عن طريق الصدفة المحضة بل يتطلب ذلك المشاق العظيمة، ولا مقدرة للخطابات الطويلة لأصلاح إنسانٍ واحدٍ بل كل شخص هو أعلم بنفسه وهو القادر على إصلاحها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يهدي أحدًا ما لم يرد الله هدايته، فالإنسان هو المنبع الوحيد للتغيير بالتوفيق من الله تعالى.
فأشد من عانى هم الأنبياء، فقلد عانى جميعهم المرض والفقر والتكذيب، وغيرهم من الناس وتتفاوت درجات الابتلاء مع درجات إيمان الناس، فمن زاد إيمانه زادت شدة ابتلاءه، وللابتلاءات الأثر الكبير في زيادة الإيمان، ولكنها لا تكون سهلةً بالمرة، ولكنها -على الرغم من صعوبتها وشدتها- دائماً ما ترمز إلى رحمة الله بالعبد وسعة فضله.
يتناول ملخص كتاب نار تحت الرماد للكاتب الدكتور مصطفى محمود عدة مقالات تدور حول الدين وأحوال المجتمع في الفترة الحالية.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية