الأبراج هي ذلك المخطط الفلكي الذي يمكن من خلاله تحديد صفات كثيرة في حياة البشر اعتماداً على تاريخ الميلاد لكل شخص والذي يختلف من شهر لآخر، وقد شغلت الكثير من الناس فيما يتعلق بكونها حلالاً أم حراماً؟ وخيالاً أم حقيقة؟ فما هي حقيقة الأبراج وهل تتحكم فعلاً في تحديد صفات الشخص أم لا؟
الأبراج وعلاقتها بعلم الفلك
ترتبط الأبراج ارتباطاً وثيقاً بعلم الفلك حيث أنها جزءاً منه وتندرج ضمن علومه، فهى مخطط فلكي يتم تحديده من خلال يوم ووقت ميلاد الشخص، وعلى أساسه يتم تحديد برج الشخص والذي يتحكم في صفاته وعلاقاته مع الآخرين حسبما يعتقد خبراء الأبراج.
وقد كان علم الفلك يستخدم قديماً في أشياءٍ عديدة مثل:
- معرفة أوقات الصلاة
- تحديد موعد أداء فريضة الحج بمراقبة الهلال
- تحديد بداية شهر رمضان
في نهاية القرن السابع عشر انفصلت الأبراج عن علم الفلك وأصبحت مستقلة بذاتها، حيث تهتم فقط بدراسة حركة الأجرام السماوية وتأثيرها على البشر، وأيضاً كيف تؤثر على الأحداث ومجريات الحياة.
الأبراج وعلاقتها بعلم التنجيم
يُعرف علم التنجيم على أنه العلم الذي يهتم بدراسة الأجرام السماوية والأجسام الكونية البعيدة مثل الكواكب والنجوم وتأثيرها على حياة البشر، حيث أن هذا العلم يعتقد أن مواقع الكواكب والنجوم والشمس في وقت ولادة الشخص لها تأثير على تكوين شخصيته وعلاقاته مع الآخرين وأيضًا عواطفه ومشاعره.
والطريقة التي يُستخدم بها هذا العلم تختلف من مكان لآخر حسب الثقافة السائدة في البلد والتي ينشأ عن طريقها، حيث يوجد علم التنجيم الغربي والصيني والشرقي والفيدي والتبتي.
ومن هنا يمكن القول أن علم التنجيم يشكل مجالاً أكثر اتساعاً من الأبراج، وبالتالي فإنها تندرج تحت علم التنجيم.
العناصر المكونة للأبراج
الأبراج الفلكية ليست مخططات توضح موقع الشمس والكواكب المكونة للنظام الشمسي والقمر فحسب، بل هي توضح أيضاً الروابط الفلكية بين كل هذه العناصر.
ويرى علماء الابراج أنها تحدد طباع الفرد وشخصيته وانفعالاته وذلك من خلال دراسة كل من، موقع القمر والكواكب الخمسة وهي؛ عطارد والزهرة والمريخ وزُحل والمشتري.
وليست هذه هي العناصر فقط التي تتكون منها الأبراج، بل هناك أربعة عناصر أخرى تنتمي إليها وهي، النار والأرض والماء والهواء، حيث يرتبط كل برج من الاثني عشر برجاً بواحدٍ من هذه العناصر.
قد يهمك:- ما هي النظرية النسبية لأينشتاين وعلاقتها بنظرية نيوتن ؟
هل الأبراج علم أم هواية ؟
يرى الكثير من العلماء أن الأبراج ليست علماً، إذ أنه لا توجد قواعد وأساسيات ونظريات تحكمه، في حين تمسك البعض الآخر بكونه علماً مستقلاً بذاته، ولحسم الأمر في هذا الصدد فثمة تساؤلات ينبغي الإجابة عليها أولاً وهي:
هل تقدم الأبراج معلوماتها على أسس دقيقة ؟
تقدم الأبراج المعلومات بناءً على لحظة ولادة الشخص وحركة الشمس والنجوم والكواكب في هذه اللحظة، لكن هل يمكن رصد ذلك بشكل دقيق؟ وهل يدون الطبيب لحظة ولادة الشخص بدقة ؟ وهناك أسئلة أخرى كثيرة في هذه الناحية، على سبيل المثال، هل تعد لحظة الولادة هي لحظة خروج الطفل من رحم أمه أم عند قطع الحبل السري أم في لحظة الصرخة الأولى ؟
إذاً فإنها لا تقدم معلوماتها على أسس دقيقة أو علمية ثابتة وبالتالي فإنها ليست علماً كما يعتقد الكثير، بل هي مجرد تكهنات فلكية متغيرة ومختلفة من شخصٍ لآخر، حيث أنه يستحيل علمياً إحصاء ملايين الحركات للأجسام والأجرام السماوية في لحظة معينة.
كيف يمكنك معرفة برجك ؟
إن دائرة الأبراج في السماء تنقسم إلى 12 برج، تكون الشمس في منتصفها، وكل شهر يمر بمجموعة من النجوم، هذه النجوم هي ما يطلق عليها مسمى البرج، وتبدأ من برج الحمل وتنتهي ببرج الحوت. وعلى اعتبار أن الدائرة تمثل 360 درجة فإن كل برج يبتعد بمقدار 30 درجة عن البرج الذي يسبقه.
ويمكن معرفة البرج الخاص بالشخص من خلال يوم وشهر ميلاده وتحديد مكانه على الدائرة الفلكية ومعرفة الصفات التي وضعها متخصصين الأبراج لبرجه.
الرموز التي تتميز بها الأبراج
كما أشرنا سابقاً فإنها تتكون من عناصر عديدة، وبالتالي فإنه لا بد من وجود رمز يميز كل برج عن الآخر يكون مرئياً للعين، وهناك 12 رمزاً مقسمة على عددها، تسهل من معرفة البرج دون الحاجة لقراءة الاسم، على سبيل المثال فإن برج العذراء يرمز له بصورة امرأة وبرج السرطان يرمز له برمز السلطعون، وهكذا الأمر بالنسبة لبرج الأسد وباقي الأبراج.
حكم الدين في متابعة الأبراج
يُحرم الإسلام النظر فيها، حيث أنها مرتبطة بقراءة الطالع أو معرفة الغيب وهو من الأمور التي اختصها الله عز وجل لنفسه، فقراءة الأبراج بدعوى معرفة ماذا سيحدث أو محاولة تغيير المستقبل هو أمر محرم في الشريعة الإسلامية بلا شك، حيث يقول المولى عز وجل “وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ”. وقال صلى الله عليه وسلم: “من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبةً من السحر، زاد ما زاد”.
وأجاز الإسلام الاستدلال بعلم الفلك في تحديد بدايات الشهور ومعرفة القِبلة وتحديد الساعة من اليوم.
الأبراج حقيقة أم خيال؟
بعد عرض الموضوع من الناحية العملية والتي ثبت فيها أنها ليست علماً ذا قواعد وقوانين وليس له حقائق ثابتة، وبعد عرضه من الناحية الدينية والتي ظهر التحريم فيها واضحاً، وأن من يصدّق بكلام الأبراج فيمكن أن يصل به الحال للكفر، تبين أنها من الناحية الفلكية هي حقيقة موجودة بالفعل.
ولكن من ناحية تحديد صفات الشخص وعلاقاته مع الآخرين فهو أمر غير دقيق ولا يمكن التسليم به وذلك حيث أنه يستحيل إحصاء ملايين حركات الأجرام السماوية وتحديد لحظة الولادة بدقة.
هل يمكن أن يتفق شخصان بناءً على صفات أبراجهما ؟
لقد ذاع صيت متخصصي الأبراج في القدرة على تحديد صفات الشخص بناءً على برجه، بل وتطور الأمر حتى وصل لمحاولة توفيق الأشخاص وتقريبهم من بعضهم البعض بناءً عليها وتحديد إذا ما كان الشاب مناسب لفتاة معينة أم لا.
ووفقاً لما توصل إليه العلماء من نتائج أفادت باستحالة تحديد صفات الشخص من خلال برجه، فإن ما بُنيَ على باطل فهو باطل، إذ كيف يمكن تحديد إذا ما كان الشخصان مناسبين لبعضهما البعض بناءً على الأبراج التي لا تقدم معلومات دقيقة من الأساس؟
ومن هنا يتضح أن الأبراج لا يمكنها التوفيق بين شخصين أو بناء علاقة بينهما اعتماداً على المعطيات والصفات التي تفسرها وفقاً لحركة الأجرام السماوية والكواكب.
وفي النهاية يجب الإشارة إلى أنه يمكن متابعة الأبراج من باب التسلية والمتعة، ولكن لا يجوز التصديق بما يقوله المنجمون حتى وإن حدث بعد ذلك، لأنه يقع تحت باب الفتنة في الدين، فلا بأس من المتابعة والمطالعة بغرض الترفيه فقط.
عالم الأبراج هو فضاء رحب يتجول فيه الكثير من الناس ومنهم من يصدق بكل شيء يخص هذا العالم، وعلى الجانب الآخر فإن هناك من لا يعتقد بوجودها مطلقاً، وفي حقيقة الأمر فإنها حقيقة فلكية لا يمكن تكذيبها أو إنكار وجودها.
قد يُعجبك أيضًا:-
- أغرب 10 حقائق عن أعماق المحيط… تعرف عليها !
- ماذا يعني التصالح مع النفس ؟.. وكيف تكون متصالح مع نفسك ؟
آخر التعليقات
عبدالجواد | دعاء لجلب الرزق والمال وسد الديون مهما كانت ديونك
ميدو | خطواط فتح حساب بنكي في بريطانيا.. إليك أهم الإجراءات