تستمر سلسلة الأكاذيب والادعاءات ومخالفة الحقائق من قبل أصحاب الإعجاز hلعلمي، لنفوق على الحقيقة المؤكدة وهي تصديق المسلمين لتلك الأكاذيب بما جعلهم يتبادلونها وكأنها أمور مسلم بها، حيث أن العادة قد جرت على أن الشيخ هو القدوة التي لابد أن نثق بها وأن رجال الدين هم الأعلم على الإطلاق بكل ما له علاقة بالدين، كما أن هناك حقبة من المسلمين لا يعلمون شيئًا عن الإسلام بل هم مسلمون بمجرد الفطرة، ومن ثم تصبح أكاذيب الإعجاز العلمي حقائق لن يستطيع اكتشافها أحد.
نظرية الانفجار العظيم
لقد بدأت في الظهور تلك النظرية في أوائل العشرينيات، ولاقت قبولًا كبيرًا من قبل العلماء، وعلى الرغم من ذلك لم تستطع الإجابة على العديد من التساؤلات مما دفع البعض منهم للتشكيك فيها وفيما أتت به من أمور، مع افتراض بعض النظريات الأخرى التي من شأنها تفسير نشأة الكون.
فسرت تطور الكون، ولم تستطع تفسير التطور الكوني منذ الوهلة الأولى، بعد أن اعتقد اينشتاين أن العالم في حالة ثبوت لا يمكن أن يطرأ عليه أي تغيرات، وبعدها ثبت أن هناك حالة من التمدد الكوني، هذا ما نصت عليه نظرية الانفجار العظيم التي قررت أن:
- الكون قد نشأ قبيل 13.8 مليار سنة، حيث بدأ كنقطة منفردة، تتميز بالكثافة العالية ودرجة الحرارة التي تفوق التصور، مما يعمل على إعاقة كافة القوانين الفيزيائية.
- يعزى ذلك للقوى الأربعة الطبيعية وهم الجاذبية والنووية الكبرى والصغرى، والكهرومغناطيسية، حيث اتحدت جميعها في قوة واحدة، بما اعتبر الكون يتمدد بسرعة عالية.
- جاء تصور الإعجاز العلمي فيما اعتقدوا من أوهام من حدثين أولهم حدوث توسعة مفاجئة وسريعة في مادة الكون، بما يشبه الانفجار.
- أما الأمر الثاني عملية التمدد والتوسعة التي تظل تحدث إلى وقتنا هذا، لمجرد التشابه في آيات وكلمات مع كلمات النظرية التي بين أيدينا اليوم.
اللحظات الأولى لولادة الضوء
من خلال العديد من المعلومات الهامة التي عرضتها وكالة ناسا وجد أن درجة الحرارة للكون في بداية التكوين سجلت قرابة 10 مليارات درجة “فهرنهايت”، حيث اشتمل الكون في تلك اللحظة على حزمة ضخمة من الجسيمات مثل الإلكترونات والنترونات والبروتونات التي اتحدت مع بعضها البعض أثناء البرودة في الكون.
الخليط الذي تم تكوينه كان يعوق وصول الضوء، حيث أنه خليط ساخن لا يمكن للضوء المرور من خلاله بسهولة، وكان للإلكترونات الحرة دورًا في هذا، حيث عملت على بعثرة الضوء، ولكن بعد أن مر الزمان حدث التقاء ما بين الإلكترونات الحرة والنوى وعملت على تشكيل ذرات متعادلة، بما يسمح للضوء المرور من خلالها بعد حوالي 380000 سنة من نظرية الانفجار العظيم.
أمواج الجاذبية والجدال حولها
أثناء ما كان يحاول الفلكيون رؤية بداية الكون، لبثوا يبحثون عن الدلائل التي تفسر التضخم المستمر للكون، وتبعًا لنظرية الانفجار العظيم، بدأ في الانتفاخ بشكل أسرع مما يتخيلون، حيث فاق سرعة الضوء بعد مرور مجرد ثانية من ولادة الكون، تبعًا لما قاله اينشتاين أن سرعة الضوء هي أعلى سرعة يمكن أن يقطعها الجسم في السفر لأي مكان في الكون، ولكن تلك الكلمات لا تنطوي على التضخم الكوني نفسه.
أقر الفلكيون أنهم قد رصدوا الدليل وراء الاستقطاب المولد من توسعة الكون، والذي يشكل أمواج الجاذبية، من خلال تليسكوب يوجد في القطب الجنوبي المدعو “مصور الخلفية الكونية” لاستقطاب المجرات الخارجية، ولكن مع مرور الوقت قال فريق الباحثين أن النتائج التي حصلوا عليها قد تم طمثها أو تشويهها بفعل الغبار في حقل نظرهم.
خريطة النجوم وتسارع التضخم
الكون لا يتسع فقط، ولكنه يتسع بسرعة بالغة، مما يبلغنا أنه بعد مرور فترة من الوقت لن يتمكن أي شخص من رصد أي مجرة من المجرات الأرضية، أو حتى من أي نقطة أخرى تشتمل عليها مجرتنا، وقد أفاد أحد الفلكيين أنه يرى مجرات تبعد عنا، ولكن سرعتها تزيد بشكل كبير كلما مر الوقت.
لذا إذا انتظرت وقت كافي فإن أحد المجرات سوف تصل في النهاية إلى سرعة الضوء، ومعناه أن الضوء لا يستطيع ردم الفجوة التي توجد بيننا، ولن يمكن للفضائيين من التواصل معنا، أو إرسال أي من الإشارات في حالة كون السرعة حركة مجرتهم أكبر من السرعة الضوئية.
رد الإسلام حول نظرية الانفجار العظيم
جاء الإسلام ليذكرنا أن الله وحده قد خلق الكون في ستة أيام، كما خلق آدم وذكر ذلك في أولى سور القرآن الكريم، كما كلفنا أن نطيعه ونطيع الرسول في فيما أمرنا به، ويوم القيامة سيحاسبنا الله سبحانه وتعالى بما يناسب أعمالنا من الثواب والعقاب.
ردًا على سؤال من أين جئنا، بدأ العلماء في البحث عن الإجابة الوافية لهذا السؤال، حيث أقروا أن الكون بدأ في صورة نقطة واحدة انتشرت وانفجرت لتكون الكون بأكمله، ولكن من فجر تلك النقطة، ليست أسباب رياضية بالطبع، بل أن هناك قوى قالت للشيء كن فيكون، لذا وجد أن نظرية انفجار الكون لا تنكر وجود الله سبحانه وتعالى، ولكنها أيضًا لا تسعى لإثبات ذلك.
فقد جاء الاختلاف في هذا الأمر بين الفلكيون والمسلمون أن الانفجار العظيم قد جاء بإشارة من كائن آلي لا يمكن ادراكه، والمسلمون يرون أن الكون قد نشأ بإرادة من الله عز وجل، من ذكر ذلك أرسطو، الذي أكد المسلمون أنه لا ينكر وجود الله سبحانه وتعالى ولكنه لا يستطيع معرفته.
الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابع العزيز، أن خلق الكون لم يشهده أحد، حيث قال (مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)، فلا يمكنهم أبدًا الوصول لغير تلك النظريات التي يمكنها تفسير الكون وخلقه، ليأتي دور السؤال الأعظم وهو ليس من المهم الانفجار العظيم، ولكن من قام بهذا الانفجار وكيف تم تفجيره بتلك الكفاءة.
بهذا قراءنا نكون قد تعرفنا على إجابة السؤال هل نظرية الانفجار العظيم حقيقة في الإسلام، ووجدنا أن نظرية الانفجار العظيم قد تم تأييدها من قبل المسلمين، ولكن قد تم إنكارها من قبل المفكرين، حيث اعتمدوا على النظريات العلمية والرياضية، وأهملوا كيفية إتمام هذا الانفجار ومن وراء هذا الانفجار العظيم الذي قد تم بدقة متناهية تعجز عنها البشر بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية