التشبيه أحد محسنات اللغة التي يستخدمها الكتاب في كتاباتهم، ويقع التشبيه تحت علم البيان كفرع منه، والتشبيه يعني التماثل، وهذا لغة، أما اصطلاحًا، فله أكثر من تعريف، ومنها تعريف لابن رشيق القيرواني مضمونه أنه وصف شيء بشيء آخر في أمر أو أكثر من أمر، ولكن ليس في كل شئ، لأن حينها سيصبح كلاهما واحد.
ما هي أنواع التشبيه؟
للتشبيه أكثر من نوع، وكل نوع يتفرع لأقسام، تأتي كما يلي:
أولاً: التشبيه المفرد، وهذا التشبيه تتفرع منه أقسام، وهي التشبيه البليغ والتشبيه المجمل والتشبيه المفصل.
- التشبيه المفصل، تأتي فيه كلمة مماثلة لكلمة، ويتضمن الأربعة أركان بالتشبيه، على سبيل المثال: “محمد كالأسد” بشجاعته، وهنا محمد يأتي في دور المشبه، أما الكاف فهي أداة التشبيه، والأسد هو المشبه به، وأخيرًا الشجاعة والتي أتت بدور وجه الشبه في النص.
- التشبيه المجمل، وهنا تلغى أداة التشبيه أو وجه الشبه، على سبيل المثال: “محمد مثل الأسد”، وهنا وجه الشبه غير موجود، وكذلك مثل: محمد أسد بالشجاعة، وهنا أداة التشبيه غير موجودة.
- التشبيه البليغ، وهنا يلغى كلاً من أداة التشبيه ووجه الشبه، على سبيل المثال: “محمد أسد”.
ثانيًا: التشبيه المركب، وهو أيضًا تتفرع منه أقسام، وهي:
التشبيه التمثيلي، وهنا يتم مماثلة صورة بأخرى دون انتزاعها من أمور كثيرة، وفي الأغلب توضع أداة التشبيه، على سبيل المثال: “اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله … فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكل”، وفي هذا البيت تم تشبيه الحسود عندما تصبر عليه بالنار التي تأكل الحطب في حال عدم وجود ما تحرقه، وتأكل بعضها بعضًا، وبالنسبة لوجه الشبه هنا، فهو ما يتم تركه فيضر ذاته لا غيره.
التشبيه الضمني، ويكون غير ظاهر ويفهم من سياق الحديث، وخال من أداة التشبيه ويتم فيه إخفاء المشبه والمشبه به، على سبيل المثال: “وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ طويت … أتاح لها لسان حسود، لولا اشتعال النار فيما جاورت … ما كان يعرف طيب عرفِ العود”، وفي هذين البيتين يفهم القارئ من المضمون أن الشخص الحائز سيقوم بنشر الفضيلة دون إدراكه، حيث أنه تعود أن يتكلم في جميع الأمور، ونتيجة لأخلاقه غير الحسنة يقوم بحسد جميع ما يقابله، وعندما يتكلم عن الفضيلة يصبح مثل النار التي تأكل عود الطيب، لتنتشر الرائحة الجميلة، أي أراد الإضرار ولكن ما فعله كان نفعا.
أمثلة على التشبيه مأخوذة من القران
إليك بعض الأمثلة:
- قول المولى عز وجل: (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً).
- وقوله: (وحور عين – كأمثال اللؤلؤ المكنون).
- وقوله: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ).
- وقوله: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا).
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية