معلومات عن اللغة العبرية

تعتبر اللغة العبرية من اللغات القديمة ورغمًا عن ذلك فإن مستخدميها ليسوا بكثرة فتعد من اللغات التي أصبحت مغلقة على أصحابها، فإن كنت من المهتمين بالتعرف على اللغات القديمة ومراحل تطورها فستجد خلال السطور القادمة معلومات عن اللغة العبرية قد تكون تعرفها للمرة الأولى.

معلومات عن اللغة العبرية

تعتبر اللغة العبرية من اللغات السامية القديمة والتي يطلق عليها اسم اللغة الشمالية، هذا لأنها قد أتت من الفرع الكنعاني الموجود في الشمال التي تندرج تحت مسمى مجموعة اللغات الأفريقية الآسيوية، فلا يأخذك الظن إلى أن تلك اللغة ضعيفة أو هزيلة لكن كان بها الأدب متطور بشعره ونثره فقد تحدث بها أكثر من سبعة ملايين شخص موزعين في منطقة فلسطين.

كما أن تلك اللغة تطورت الآن لكن اللغة العبرية الحديثة المتعامل بها الآن بين اليهود مستمدة كليًا من اللغة العبرية الكلاسيكية التي تُستخدم الآن في المعاملات الدينية فقط فقد اندثرت تلك اللغة في القرن الخامس قبل الميلاد إلا أنها لازالت موجودة في العهود القديمة من التوارة.

مراحل نطور اللغة العبرية

مرت اللغة العبرية بالعديد من مراحل التطور التي أثرت عليها بشكل كلي وانعكست على من تحدثها، وتلك المراحل تتمثل في:

المرحلة القديمة الخالصة

تلك التي بدأت في القرن العاشر قبل الميلاد وكانت شائعة ومنتشرة للغاية خاصةً في المناطق الجبلية الموجودة في فلسطين، والأمر الذي ساعد على جعلها قوية أنها كانت بعيدة عن أي مؤثر أجنبي، إضافةً إلى كتابة كثير من أسفار العهد القديم عوضًا عن مجموعة من الأعمال الأدبية، كما وجد لها نقوش أثرية على الصخور والأحجار والعملات تود إلى ذلك العصر.

مرحلة تدهور العبرية

بدأت تلك المرحلة في القرن الخامس قبل الميلاد إلى أن بدأت تنقرض وحلت محلها اللغة الآرامية حيث ظهرت كلغة أسهل في التواصل والتخاطب لكن في تلك الفترة ظلت اللغة العبرية تستخدم كلغة دينية لممارسة شعائر الدين اليهودي، وذلك بسبب محاولات الحاخامات للحفاظ عليها، لكنهم لم ينجحوا النجاح الكافي فنشأ صراع كبير بين اللغة العبرية والآرامية.

مرحلة التلمود

في المرحلة التلمودية أصبحت بالفعل اللغة الآرامية هي الرسمية في البلدان واتجه الجميع من أصحاب الدين في تفسير كل معاني العهد القديم، كما أنها احتوت على ألفاظ من اللغة العبرية فلم تكن الآرامية خالصة.

مرحلة المسورتي الطيري

يعد من أول عصور بعد الميلاد تحديدًا في الفترة التي سيطر فيها العرب على فلسطين، وعلى الرغم من ذلك تمتع اليهود بالعديد من عوامل الرفاهية الفكرية الأمر الذي أدي إلى إنتاج كتاب المسورتيين الذي تمت كتابته بشكل كامل باللغة العبرية.

العصر الذهبي

الفترة المحببة لدي اليهود حيث أنتجوا الكثير من الأعمال الأدبية في الفترة التي أقاموا فيها في الأندلس الأمر الذي ساعد على التسامح والتعايش في الوجه الأندلسي، علاوةً على ذلك ظهرت العديد من الشخصيات مازالت إلى الآن تحتل مكانة كبيرة في الكتب اليهودية مثل الحاخام موسي بن ميمون وغيره.

فترة الهسكلاة

عندما نتحدث عن معلومات عن اللغة العبرية فعليك معرفة أن فترة الهسكلاة لها علاقة وطيدة باللغة العبرية حيث بدأت من فترة الثمانينات وبدأت هنا تحركات اليهود من وسط أروبا إلى ألمانيا مرورًا بالمجر والتشيك وإيطاليا، وفي تلك الفترة عمل الكثير من اليهود في إحياء اللغة الخاصة بهم عن طريق تجهيز وفود من رواد اللغة وجعل مهمتهم نشرها وتثبيتها في جميع الأرجاء.

العصر الحديث

بدأ تلك الفترة بالاستيطان اليهودي لفلسطين وهنا اجتهد اللغويون في إخراج اللغة من الكتب والمجلات إلى الشوارع محاولة لنشرها وجعلها الرسمية الأولي، وكانت هنا مهمة المثقفين الذين قاموا بتحديد كل المصطلحات التي يجب تعليمها في المعاهد والمدارس.

تأثيرات العصر الحديث على اللغة العبرية

هناك مجموعة من التأثيرات التي حدثت للغة العبرية، وتلك التأثيرات تتمثل في:

• حدثت مجموعة من التأثيرات خاصةً في الكلمات حيث دخلت كلمات كثيرة جديدة في اللغة العبرية وهذا تأثرً باللغة العربية والآرامية والإنجليزية نظرًا للتنقلات الكثيرة بين البلدان علاوةً على الاستقرار في أرض عربية.
• التغيرات التي حلت على الألفاظ ليست أقل من التي طرأت على الكلمات فقد حدث تغير كبير في الحروف الصامتة والصوتية فكان حرف N ينطق “ح” هذا بالعبرية الكلاسيكية الحديثة وتحولت كثير من الحروف من النطق الأصلي في اللغة الأصلية إلى نطق خاص باللغة العبرية فقط.
• قاعدة “بجد كفت” الشهيرة لدي العبرية اختلفت بشكل كبير فلمن لا يعرفها هي لفظ الحروف بطريقتين الأولي تكون شديدة والثانية تكون خفيفة.

ما لا تعرفه عن العبرية

استكمالًا للحديث عن معلومات عن اللغة العبرية فإن هناك مجموعة من المعلومات الغريبة التي ستعرفها عن العبرية للمرة الأولي، وتلك المعلومات تتمثل في:

• تحتوي الأبجدية العبرية على 22 حرف ويتم قرأتها من اليمين لليسار مثل اللغة العربية وهذا ما لا يعرفه الكثير فأغلب الظن إلى أنها تشبه اللغة الإنجليزية في طريقة القراءة لكن هذا الاعتقاد خاطئ بالمرة.
• اللغة العبرية تنتمي إلى أسرة اللغات السامية القديمة التي تندرج فيها العربية والآرامية، كما أنها تحتوي على إشارات وعلامات تساعد على نطق الغامض منها.
• لا يعرف الكثير أن اللغة العبرية تنتمي إلى الألفية الثانية في القرن العاشر قبل الميلاد فعلى الرغم من قوتها في العصور القديمة إلا أنها أخذت في الانقراض.
• ليست كل النصوص الموجودة في الديانة اليهودية باللغة العبرية كما يعتقد الكثير لكن مكتوب كثير منها بمزيج من العربية والآرامية.
• هناك اعتقاد بأنها لغة الله والملائكة لأن بها نصوص كثيرة مقدسة لكنه اعتقاد خاطئ ولا يوجد أي نص صريح يدل على ذلك.
• كانت اللغة العبرية ميتة لأكثر من ألفي عام ولكن تم إحياؤها على يد اليهود خاصةً في العصر الحديث بعد دخول دولة فلسطين.

هنا نصل لختام الحديث عن معلومات عن اللغة العبرية وقد عرضنا في سردنا كثير من المعلومات الشيقة الغريبة، فبالفعل اللغة العبرية من اللغات القديمة السامية، التي ظلت لسنوات كثرة فعلى الرغم من أنها مرت بكثير من الوقعات وماتت ألاف السنين إلا أنها أصبحت موجودة الآن بسبب متحدثيها.