يعد حادث مقتل أبو الطيب المتنبي من الأمور التاريخية التي تثير اهتمام الكثير من محبي التاريخ والقصص ومن يحبون معرفة الحقائق والقراءة في التاريخ ويعد المتنبي أحد الشعراء المشهورين للغاية، وعلى الأرجح أن تفاصيل مقتله مهمة وتاريخية للغاية، واليوم سنتحدث في مقالنا التالي في كشافك عن مقتل أبو الطيب المتنبي بشيء من التفصيل هيا بنا لنبدأ.
نبذة مختصرة عن أبو الطيب المتنبي
اسمه أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكِندي الكوفي والمشهور بالمتنبي، مكان ولادته كِندا في منطقة تسمى الكوفة بدولة العراق عام 303 هجرية، 915 ميلادي، كان والد المتنبي فقيراً يعمل في بيع الماء، وقد ظهرت موهبته منذ صغره فكان يحفظ بسهولة كل ما يسمع من اشعار، ثم ذهب إلي دمشق مع والده وأخذ العلم والأدب من علمائها.
ويعد المتنبي مثالًا للشاعر الحقيقي المثالي، حيث يتميز شعره بالواقعية والمصداقية، فكان يدور شعره حول وصف حياته بصورة واقعية، بكل ما فيها من اضطرابات في الوقت الذي عاش به، فتحدث عن ذلك في صورة شعر يحمل فيه الأفكار بصورة عقلانية، موضحاً ما يحبه وما يكره، وما يعجبه وما يغضبه بكل صدق وفصاحة وشجاعة، وقد تقرب المتنبي “سيف الدولة الحمداني” الذي اشتهر بعظيم أفضاله ومحاسنه، حيث ذهب إليه المتنبي يطلب منه أن يسمح له يمدحه في تأليف شعر له، فوافق “سيف الدولة الحمداني” وأعطاه فرصة لذلك وقام المتنبي يمدحه بالشعر فأُعجب بذلك سيف الدولة الحمداني بما قاله المتنبي من قصائد وأشعار، فتم تكريم المتنبي وبهذا تقرب اليه، بالأخص أنهما متقاربان في العمر، وقد عرف بكثرة الود والاحترام بينهم، ولكن دائماً ما يمدح المتنبي نفسه بشدة عن ممدوحيه مما أزعج ذلك سيف الدولة الحمداني، فتحول الحب بينهم لكره وجفاء وزاد كارهي المتنبي وأعداءه، فرد علي ذلك بشعر جاف فيه سيف الدولة الحمداني، وقرار مغادرة البلاد ورحل إلى مصر حزينا.
تعرف أيضًا على: الإمام أحمد بن حنبل
موت المتنبي
وقع مقتل أبو الطيب المتنبي خلال رجوعه من بلاد فارس متوجها إلي الكوفة على يد “فاتك الاسدي”، والذي كان يترقبه لقتله، ردً على هجاء المتنبي لابن أخت فاتك الأسدي وهو “ضبة بن يزيد”، من خلال قصيدة أولها: “ما أنصف القوم ضبة وأمه” فخرج فاتك على أبي الطيب المتنبي وجماعته بجانب ثلاثين فارساً يحملون السهام والسيوف فحدثت معركة غير متكافئة من حيث العدد والعدة بين الجمعان، وخلال القتال، بعد أن تم قتل ابنه “محسّد” حاول الفرار، فأتاه غلامه يسأله: “ألست القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني.”، فقام بالرد عليه المتنبي قائلاً: “قتلتني قتلك الله”، فرجع وقاتل بكل شجاعة حتى قُتل، وقد وقع مقتل أبو الطيب المتنبي في منطقة تعرف باسم “الصافية” شرقي نهر دجلة، وأغلب الظن أنّ هذا كان في الثامن والعشرين من رمضان لسنة 354هـ
نُرشح لكم: من هو عمر المختار
أسباب مقتل أبو الطيب المتنبي
قد تعددت الأسباب واختلفت في الروايات، وحول المسؤول الأساسي عن مقتله:
- فبعض الروايات تؤيد قول إن “معز الدول البويهي” هو من قام بهذا الفعلة، وذلك يرجع إلى أن المتنبي قام بالاستخفاف به ووزيره “المهلبي”، ولم يقم بمدحهم عندما ذهب إليهما، بل قام بالتحريض ضد كل منهما، وقام بالاستهزاء بـ “العجمي” بشكل عام، وهذا ما كان دافعاً لجعل المعز البويهي يتربص له بالسوء.
- وهناك من رحج إلى أن “القرامطة” هم سبب مقتل أبو الطيب المتنبي، وذلك لأنه ارتد عن عقيدة القرمطية التابع لها والتي كان يعتنقها من صغره.
- وهناك أسباب أخرى يُمكن نقول إنها التي أدت إلى مقتل المتنبي وهي أن المتنبي كان مقرباً لسيف الدولة الحمداني أمير حلب ولكنه كان عندما يحدث بينهم جفاء يقوم المتنبي بإلقاء شعر يظن السامع فيه أنه عدو لسيف الدولة الحمداني.
- هناك سبب أخر يمكن أن يكون السبب في مقتل المتنبي وهو “عضد الدولة” وهو أميراً على “شيراز” وكان أديباً وشاعراً، قد سمع عن المتنبي صيته وشهرته الواسعة فأحب أن يلتقى به فبعث إلى وزيره “ابن العميد” في أرجان طلباً لدعوة المتنبي ليذهب إليه، وعندما ذهب المتنبي جهز قصائد مدح “عضد الدولة”، إلا واحدة كانت لتعزيته في عمته، وقد أعطاه الأمير الكثير من الأموال والهدايا، فقد حدث مشكله بينهم عندما سؤال المتنبي عن عطايا الأمير وعطايا سيف الدولة فكانت إجابته: “إن سيف الدولة كان يعطي طبعاً، وعضد الدولة يعطي تطبّعاً”، فيمكن أن يكون له يد في مقتل أبو الطيب المتنبي.
أشهر أبيات شعر الخاصة بأبي الطيب المتنبي
تعبر دايماً قصائد المتنبي عن حكمته وفصاحته وفلسفته، ومن هذه الأبيات ما يلي:
أنـا الــذي نــظــر الأعـــمـى إلـى أدبـــي ** وأسـمــعـــت كلمـــاتي مــن به صــمـــم
الخــيل والـلـيـل والبيداء تعرفني ** والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ذو الــعــقــل يشقى فـي النّـعيـم بـعقله ** وأخـــــو الجهـالـة في الشّــقـاوة ينعم
مــــــا كـــل مــا يتـــمنى الــمرء يـدركه ** تـجـري الرياح بما لا تشتهي السفن
وفي النهاية يمكننا القول إن مقتل أبو الطيب المتنبي من الأحداث التاريخية الهامة فقد كان من أشهر شعراء العرب في عصره، والأكثر فصاحة وحكمة وبراعة، فهو علامة راسخة في تاريخ الأدب العربي، لما له من أعمال عظيمة في تأليف الكثير من الحيوانات، والحكم الأدبية الخالدة، والأمثال العربية.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية